لقد أصبحت مدينة الرقة مقصد جميع السوريين سواء من المناطق المحتلة أو مناطق سيطرة حكومة دمشق

بعد أن كانت مدينة الرقة عاصمة الظلام والإرهاب ومصدر تهديد للعالم أجمع، ها هي اليوم تنهض من تحت الركام لتلملم جراحها بعزيمة أبنائها ودماء شهدائها في قوات سوريا الديمقراطية الذين حرروها من إرهاب تنظيم داعش في17 من تشرين الأول عام2017 بعد معارك طاحنة دامت 166 يوم. والآن وبعد مرور أربع سنوات على ذكرى التحرير، يتساءل كثيرون عن حال الرقة اليوم وكيف أصبحت. فمن خلال هذا التقرير استطعنا جمع بعض الإحصائيات عن الأعمال التي تم إنجازها في مدينة الرقة خلال الأربع سنوات الماضية فقط والتي تمت بفضل الجهود التي بذلتها جميع اللجان العاملة في مجلس الرقة المدني، في ظل الأمن والأمان الذي توفرهُ قوات سوريا الديمقراطية وذلك من أجل إعادة الحياة الى المدينة التي باتت حديث وسائل الاعلام العالمية.
فمن أبرز المشاريع الخدمية التي قدمتها الإدارات المدنية التابعة لمجلس الرقة المدني هي تأهيل الطرقات وترميم شبكات المياه والصرف الصحي بشكل كامل بعد أن تضررت بنسبة 50% بالإضافة إلى تأهيل الجسور التي تربط المدينة مع الريف وعددها خمسة جسور إضافة الى أربعة جسور أخرى قيد الإنشاء، أما الطرق التي تم تعبيدها فقد بلغ طولها 250 الف كم، كما تمت إزالة 7مليون متر مكعب من الركام وتفعيل 101 فرن في المدينة والريف لإنتاج مادة الخبز بطاقة إنتاج تصل إلى227 طن من مادة الطحين يومياً لتلبية حاجة الأهالي بشكل كامل.
كما خصصت بلدية الشعب في الرقة 65 حافلة من وسائط النقل الداخلي لتسهيل حركة الركاب من الموظفين والعمال والمدنيين داخل المدينة، أما بالنسبة للشبكة الكهربائية فقد تم تأهيلها في الريف بشكل كامل في حين تم تأهيل ما نسبته 75 % من الشبكة في المدينة التي كانت الأشد ضرراً جرّاء الحرب؛ وفيما يخص قطاع الصحة فقد استُحدثت أربعة مشافي عامة في المدينة تعمل على مدار24 ساعة في اليوم أهمها مستشفى الرقة الوطني ومستشفى التوليد والامراض النسائية بالإضافة الى 27 مركزاً صحياً موزعة بين المدينة وريفها ومركزاً عاماً مختصٌ بحالات الإصابة بفايروس كورونا؛ أما قطاع التربية والتعليم فقد أُوليَ اهتماماً كبيرا من قبل لجنة التربية والتعليم فقد تم ترميم 400 مدرسة في المدينة وريفها لتستوعب 116 الف طالب /ة و5420 معلم ومعلمة جميعهم يخضعون لدورات تأهيلية قبل مباشرة عملهم في التعليم.
أمّا بالنسبة للتعليم العالي فقد تم افتتاح جامعة الشرق في المدينة لتكون أول جامعة تفتح أبوابها للجامعيين في المدينة منذ أكثر من عشر سنوات وذلك لإعداد الخريجين من حملة الشهادات العليا والأكاديميين ورفدهم في المؤسسات العامة.
أما القطاع الصناعي فقد وصل عدد المنشآت الصناعية والمعامل وغيرها من الصناعات الأخرى الى 100 منشأة والأعداد في تزايد نتيجة الاستقرار والأمان إضافة الى الدعم والتشجيع من قبل لجنة الاقتصاد التي تقدم التسهيلات اللازمة للمشاريع التنموية والصناعية الصغيرة والكبيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والقضاء على البطالة.
بالنسبة للقطاع الزراعي فقد عملت لجنة الزراعة والري على ترميم وإصلاح المضخات وقنوات الري التي تغذي عدد كبير من الأراضي والمشاريع الزراعية والتي تساهم بتحقيق الامن الغذائي والاكتفاء الذاتي للمدينة فبلغت مساحة الأراضي التي استفادت من تأهيل مضخات الري والقنوات 90.850 هكتار. وعلى صعيد الأوقاف الدينية فقد تم ترميم ما يقارب 324 مسجداً في المدينة وريفها بالإضافة الى كنيسة واحدة وتركز الدعم على الاليات ومواد البناء كالإسمنت والحديد.
لقد أصبحت مدينة الرقة مقصد جميع السوريين سواء من المناطق المحتلة أو مناطق سيطرة حكومة دمشق وذلك بفضل الأمن والأمان الذي توفره قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب الخدمات في كافة المجالات التي توفرها اللجان التابعة لمجلس الرقة المدني. وتعد مدينة الرقة من أكثر مدن شمال وشرق سوريا في عدد الوافدين من مناطق سيطرة حكومة دمشق هرباً من الوضع الاقتصادي المتردي هناك إضافة الى المهجرين قسرياً من المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته فقد بلغ عدد النازحين والوافدين إليها المسجلين ما يقارب 239029 ألف نسمة يتوزعون بين المدينة والريف، حيث تم تأمين العديد من مراكز الإيواء للمهجرين.