بيان إلى الرأي العام بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لهجوم تنظيم داعش على مدينة كوباني

بيان إلى الرأي العام بمناسبة الذكرى السنوية السابعة
لهجوم تنظيم داعش على مدينة كوباني

في مثل هذا اليوم وقبل سبع سنوات تعرضت مدينة كوباني لأشرس عدوان همجي من قبل عناصر داعش الارهابية طالت آثاره السلبية الحجر والشجر والبشر ولم تسلم منه حتى الدواب في استباحة لم يشهد لها التاريخ مثيلا ً , وكانت الغاية ليست كوباني بذاتها وإنما هو الشعب السوري بكل مكوناته الذي رفض الظلم والقهر والاستبداد والتسلط وخرج مطالباً بحريته وكرامته ونحن نعلم جيداً ماذا يمثله الشعب السوري بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط , هذا الشعب الذي كان وطيلة قرون عديدة انموذجاً حقيقياً للتعايش والتآلف بين أفراده من كل المكونات حيث كانت سوريا وبكامل جغرافيتها تمثل أروع لوحة فسيفساء على وجه البسيطة , هذه اللوحة الجميلة والرائعة التي خرجت رافضة للقهر والاستبداد والظلم مطالبة بالحرية والكرامة التي هي حق حفظته كل التشريعات السماوية والأرضية عبر التاريخ الانساني , ولكن بات ظاهراَ لكل ذي عقل وبصيرة أن الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية تحظى برعاية وحماية كثير من دول العالم التي تدعي زورا ًوبهتاناً حمايتها ودفاعها عن حقوق الانسان . إن ماجرى في كوباني يمثل اعتداء صارخا على الحقوق والحريات وترقى لمستوى جرائم الحرب يتوجب على العالم المتحضر الوقوف عليها بجدية وإحالة مقترفي تلك الجرائم والانتهاكات للمحاكم الدولية المختصة وكذلك كل من قدم لهم المساعدة والمؤازرة والدعم التقني واللوجستي من الأنظمة الإقليمية وفي المقدمة منهم النظام التركي الذي كان ومنذ الأيام الأولى للأزمة السورية يمثل ولا يزال الداعم والراعي الرسمي لتلك الفصائل الارهابية المتشددة وفي مقدمتها تنظيم داعش .
ولكن إرادة الشعوب المطالبة بالحرية والكرامة لن ينال منها تلك التحالفات المشبوهة حيث انطلقت المقاومة الباسلة في تصدي بطولي وأسطوري لهذا العدوان وبفضل تلك بطولات والتضحيات السخية التي قدمها أبطالنا وبطلاتنا من وحدات حماية المرأة والشعب وكل الثواروالمناضلين ومن سائر المكونات استطاع أن يحقق الانتصار الكبير والذي كان البداية لهزيمة هذا التنظيم الارهابي المدعوم دولياً وان يجعل من كوباني الفصل الأول من هزيمة داعش المنكرة وتحرير سائر الأراضي السورية من براثن داعش الارهابية والتي كانت المقدمة لانطلاق مشروع الادارة الذاتية التجسيد الحي لمشروع الأمة الديمقراطية الذي يحفظ الحقوق والحريات لكل المكونات على امتداد الجغرافية السورية وليس شمال شرق سوريا فقط ز
وفي هذه المناسبة لايسعنا إلا أن نمجد تلك البطولات الباهرة التي سطرها مقاتلونا الشجعان في تلك المواجهة التاريخية وأن نستذكر شهداءنا الأبرار الذين كان لهم الفضل الكبير في انتصارنا الناجز على قوى الظلام .
شهداؤنا الذين بفضلهم نخطو اليوم خطوات واثقة وأكيدة على طريق تحقيق مشروعنا الكبير مشروع الأمة الديمقراطية مشروع العيش المشترك وأخوة الشعوب .
عاشت سوريا حرة كريمة موحدة ديمقراطية لامركزية .
المجد كل المجد لشهداءنا البرار .
والشفاء العاجل لجرحانا البواسل .
عاشت قواتنا الباسلة قوات سورية الديمقراطية ضمانتنا الأكيدة في تحقيق الأمن والاستقرار والدفاع عن أرضنا ومكتسباتنا التي دفعنا أثماناً باهظة من أجل تحقيقها ولن نتردد في التصدي لكل من يحاول العبث بأمننا واستقرارنا .
عاشت وحدة الشعوب .
والخزي والعار لأعداء الحرية والسلام .
مجلس الرقة المدني
الرقة في 15/ 9 / 2021