إجراءات الحظر الصحي ضد انتشار كورونا بعيون إعلامية

نظرة إعلامية للإجراءات الاحترازية والوقائية من #كورونا في #شمال_شرق_سوريا

يرى إعلاميون سوريون في شمال وشرق سوريا أن إجراءات الإدارة الذاتية طيلة 34 يوماً لحماية المنطقة من #فيروس_كورنا إيجابية، ونوّهوا إلى ثغرات تؤثر سلباً على الواقع المعاش في المنطقة وعلى المدى البعيد، وضرورة التعاون مع الإعلام لتجاوز المرحلة.
بدأت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا منذ الـ 11 من آذار مارس المنصرم في اتخاذ إجراءات احترازية لإبعاد المنطقة عن خطر فيروس كورونا المستجد كوفيد -19, وهذه الإجراءات تم رصدها ومتابعتها من قبل أكثر من 100 وسيلة إعلامية محلية وإقليمية وعالمية، والتي لعبت دوراً كبيراً كصلة الوصل بين المواطنين والإدارة الذاتية والعالم، وبهذا الخصوص سرد عدد من الإعلاميين رصدهم لواقع المنطقة في ظل كورونا.
فمنذ الـ 11 من آذار مارس المنصرم، أغلقت الإدارة الذاتية المعابر الحدودية، إلى جانب إغلاق المدارس والمعاهد والجامعات في اليوم الذي تلا إغلاق المعابر، ثم تم فرض حظر التجول في مناطقها في الـ 23 من الشهر نفسه.
وبالإمكانات المتوفرة بدأت الإدارة الذاتية عبر بلدياتها في مدن وبلدات شمال وشرق سوريا إلى إطلاق حملات تنظيف شاملة للأسواق والشوارع الرئيسية وتعقيمها، إلى جانب إعداد نقاطها الصحية والطبية، وتجهيزها بالمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة.
′إغلاق الحدود منع دخول الحالات المصابة إلى المنطقة′
مدير مكتب فضائية “كردستان 24 ” في شمال وشرق سوريا أكرم صالح الذي رصد واقع المنطقة، والإجراءات التي اتخذتها الإدارة الذاتية للحد من انتشار فيروس كورنا، تحدث لوكالة هاوار، وقال: ” قرار إغلاق المعابر الحدودية المؤدية إلى المنطقة، كان في غاية الأهمية، لإغلاق الطريق أمام دخول حالات مصابة إلى المنطقة، لكن غياب التنسيق بين الإدارة الذاتية ومنظّمة الصحة العالمية، والمؤسسات الطبية المرتبطة بالنظام السوري في المجال الصحي، أثر سلباً في المنطقة رغم جميع القرارات”.
وحظرت الإدارة الذاتية التجوال والتنقل بين المدن، إلى جانب إغلاق كافة الأسواق الرئيسية والمنتشرة في المنطقة، باستثناء محال البقالة والمواد الغذائية، والخضروات واللّحوم والأفران، إلى جانب استثناء بعض المؤسسات الخدمية والصحية لخدمة المواطنين في الحالات الطارئة ” بلديات، مياه، كهرباء، مشافٍ، صيدليات”.
′يجب التركيز على الحد من الخروقات′
وبيّن صالح في معرض حديثه أنه يتوجب على الإدارة تركيز قراراتها بشكل أكبر للحدّ من الخروقات التي تحصل في فترة حظر التجوال، لأن الموضوع يتعلّق بصحة جميع المواطنين في المنطقة، وتشديد القرارات حيال الحظر في الأحياء بشكل خاص.
ولتنفيذ قرار حظر التجوال، سخرت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا أكثر من 60 ألفاً من أعضائها لتطبيق القرارات والحدّ من خرق حظر التجوال، بحسب الرئيس المشترك لهيئة الداخلية في الإدارة الذاتية علي حجو، والذي وصف نسبة الالتزام بحظر التجوال بالجيدة، ومقدّراً إياها بـ 80%.
وقال صالح: ” كما ويجب التوصل إلى قرارات تخص القطاع الصحي تنص على التحضير لصرف ميزانيات لمشافٍ خاصة، ونقاط طبية خاصة بالإدارة الذاتية، لتكون على أهبة الاستعداد للتجاوب مع الحالات في حال ظهرت في المنطقة”.
وأشار صالح إلى أن الإدارة في جميع قراراتها التي تصدرها يجب أن تراعي الظروف المعيشية للمواطنين في المنطقة، حيث قال: “نظرا لوجود فئة كبير من الأسر الفقيرة في المنطقة، يجب زيادة دعم الإدارة لهذه الأسر عبر قراراتها، وقرار مساعدة الأسر بالسلل الغذائية جيد، إلا أنها يجب أن تقرّ قرارات أفضل في حال استمر حظر التجوال الذي فرضته”.
وقبل ظهور أولى الإصابات في سوريا، شدّدت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا من إجراءاتها الاحترازية، وبناء على القرار رقم 28 الذي اتُّخذ في الـ 19 من آذار المنصرم، فُرض حظر تجوال في كامل مناطق شمال وشرق سوريا.
′الحظر في المنطقة جاء في الوقت المناسب′
الصحفية في فضائية “الان” روناك شيخي والمتابعة للحظر المفروض في مناطق الإدارة الذاتية، أكّدت أن الحظر جاء في الوقت المناسب، وهو قرار إيجابي لحماية المنطقة من ظهور هذا الفيروس، فقالت: ” كما نعلم وجميع الأبحاث تشير إلى الآن بأنه أفضل الطرق للحدّ من ظهور الفيروس هو التزام المنازل، لذلك حظر التجوال كانت خطوة إيجابية، منع ظهور أية إصابات في المنطقة، لكن نتيجة تمديد الحظر الذي طال، شكّل نوعاً من التذمر لدى بعض الفئة من الشعب وهم الفئة التي تعتمد في معيشتها على العمل اليومي”.
وأقرّت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الـ 29 من آذار مارس المنصرم قرار رقم 30, توزيع مساعدات غذائية نظراً لعدم تمكّن الأسر الفقيرة والمحتاجة من كسب قوتها لاعتمادها على العمل اليومي، ضمن مساع الإدارة في تأمين احتياجات المواطنين خلال فترة الحظر.
′يجب مراقبة آلية توزيع المساعدات على المحتاجين′
وأشارت روناك شيخي إلى أن الإدارة الذاتية قامت بمبادرات جيدة لتوزيع السّلل الغذائية على المحتاجين، إلا أن آلية التوزيع في بعض المناطق لم تكن عادلة، لذلك يجب أن تخضع عملية التوزيع لمراقبة من قبل جهات مختصة من الإدارة، لتنفيذ القرار بحذافيره، وتجنّب تفضيل البعض على حساب الآخر.
وشدّدت شيخي في ختام حديثها لهاوار على ضرورة الحظر، ولكن بشكل جزئي، وليس حظراً كاملاً، لتتمكّن الفئة التي تعتمد على عملها اليومي، مزاولة أعمالها وإعانة أسرها.
أما من الجانب الصحي والذي يعدّ الأهم لمواجهة فيروس كورونا، تسعى الإدارة الذاتية عبر هيئة الصحة في عموم مناطق شمال وشرق سوريا بإمكاناتها الذاتية المتوفرة إلى تركيز عملها على هذا القطاع، وسط تجاهل منظمة الصحة العالمية، رغم تهالك القطاع الصحي في سوريا عموماً ومناطق شمال وشرق سوريا خصوصاً، بعد 9 أعوام من الحروب الدائرة في البلاد.
حيث أنشأت الإدارة الذاتية أكثر من 13 مركزاً للحجر الصحي، وسخرت الفرق الطبية للعمل مع قوى الأمن الداخلي في مداخل ومخارج المدن الرئيسة.
وكشفت عن توصلها عبر تعاونها مع مراكز بحوث سويدية عن جهاز كشف الفيروس المسمى ” كيت”, وتستمر إلى اللّحظة مع الهلال الأحمر الكردي في تجهيز نقاطها الطبية ومدها بالمعدات والكوادر الطبية، تماشياً مع المرحلة.
وحول ما تشهده مناطق شمال وشرق سوريا من تحضيرات في القطاع الصحي لمواجهة فيروس كورونا، يقول الصحفي في فضائية الحرة “الأمريكية” هيبار عثمان لوكالتنا عن رصده للتحضيرات: “بسبب ظروف الحرب يعاني القطاع الصحي في مناطق شمال وشرق سوريا من ضعف شديد”.
وأضاف: “فعلى سبيل المثال يوجد فقط 28 جهازاً للإنعاش في عموم المنطقة، ويوجد فقط حوالي 540 سريراً في مشافي شمال وشرق سوريا بين مشافٍ عامة وخاصة حسب رصدنا, ٣٠٠ سرير موزعة ضمن ١٠ مشافٍ خاصة، و٢٠٠ سرير في المشفى الوطني، و30 سريراً في مشفى القلب والعين في قامشلو”.
كما أشار عثمان إلى أن الإدارة الذاتية غير قادرة بمفردها على مواجهة جائحة كورونا بسبب عدم تعاون منظمة الصحة العالمية، وباقي المنظمات الدولية، وبقاء الاعتماد على الإمكانات البسيطة المتواضعة الموجودة لدى الإدارة، فقال: “الإدارة الذاتية بإمكاناتها الذاتية قامت بما يلزم، من البدء بتحضير مراكز الحجر الصحي، ونشر فرقها على المداخل والمخارج الرئيسية للمدن لفحص القادمين إلى المنطقة، وجهزت مشفى كوفيد 19 وهناك تدريب للعاملين لمواجهة خطر الفيروس، إلا أنها تبقى إمكانات متواضعة”.
وكان الهلال الأحمر الكردي في شمال وشرق سوريا بالتعاون مع هيئة الصحة في الإدارة الذاتية افتتح في الـ 19 من نيسان الجاري أول مشفىً خاص بالمصابين بفيروس كورونا في مقاطعة الحسكة، باسم مشفى كوفيد 19.
′إلى الآن الإدارة الذاتية نجحت في منع ظهور الفيروس في المنطقة′
ونوّه عثمان إلى نقاط يجب أن يتم الإسراع في العمل عليها لتمكين الإدارة من الحد بشكل كامل من انتشار هذه الجائحة، قائلاً: “إلى الآن نجحت الإدارة الذاتية من وقاية المنطقة من ظهور حالات كورونا وانتشار الفيروس، عبر حظر التجوال وقراراتها وإجراءاتها الاحترازية، إلا أنه يتوجب عليها زيادة أعداد الأجهزة المتطورة مثل الـ PCR في المنطقة، واعتمادها على نفقتها الشخصية والابتعاد عن الاعتماد على الدول الغربية، والمنظمات الدولية، لأنها بمجملها مشغولة بما تشهدها بلدانهم في ظل هذه الجائحة”.
′يجب على الإدارة الذاتية تشديد الرقابة على القادمين من المناطق السورية الأخرى′
وأضاف عثمان: “على الإدارة تشديد الرقابة الصحية على القادمين من مناطق الداخل السوري، وبالأخص القادمين عبر المطار من دمشق، والعائدين من الخارج، وأيضاً تحسين سبل الإقامة للمحجورين في مراكز الحجر الصحي، وزيادة التوعية”.
′يتوجب على الحكومة السورية والصحة العالمية التعامل بجدية مع الفرق الطبية في المنطقة′
ولحماية المنطقة بشكل أكبر، ودرء المنطقة بيّن عثمان أنه يتوجب على الحكومة السورية التنسيق والتعامل بشكل جدّي مع الفرق الطبية التابعة للإدارة الذاتية، ويجب على منظمة الصحة العالمية التعامل بشكل جدّي في تقاسم المعلومات مع الإدارة الذاتية، لمواجهة هذا الفيروس.
واليوم في مناطق شمال وشرق سوريا، بات الإعلام هو الوسيلة الوحيدة وصلة الوصل بين المواطنين في شمال وشرق سوريا والشوارع التي باتت خاوية جراء حظر التجوال، والإجراءات التي تتخذ من قبل الإدارة الذاتية لدرء المنطقة من خطر فيروس كورنا.
ونتيجة للفرصة التي أتاحتها الإدارة الذاتية لوسائل الإعلام لمزاولة عملها طيلة فترة حظر التجوال، فقد لعبت وسائل الإعلام في مناطق شمال وشرق سوريا بمختلف مجالاتها المرئية والمسموعة والمقروءة، دوراً هاماً لاطلاع الأهالي على كل ما هو جديد، سواء كان سلبياً أو إيجابياً.
′أكثر من 100 وسيلة إعلامية تعمل في المنطقة′
الرئيس المشترك لاتحاد الإعلام الحر في شمال وشرق سوريا بنكين سيدو، أكّد بدوره على وجود أكثر من 100 وسيلة إعلامية في المنطقة، وأن وسائل الإعلام في المنطقة لم تدّخر الجهود لتسليط الضوء على كل ما هو جديد من قرارات وإجراءات تتخذ في المنطقة.
وقال سيدو: “كانت هناك جوانب سلبية ظهرت من الناحية الإعلامية في بعض المؤسسات، والتي نتجت عن عدم تمكن تلك الوسائل من التوصل إلى المعلومة المطلوبة من الجهات الرسمية التي يتوجب في أي عمل إعلامي رأي الطرف الآخر، وعدم تركيز الوسائل الإعلامية على توعية الأهالي عبر برامجها الإعلامية، وتسخير بعض الإعلامين والوسائل لمهماتهم الصحفية لأغراض شخصية بعيدة عن المغزى الذي منح على أساسها هذه التسهيلات.
وتابع سيدو: “حاولنا ونحاول إلى الآن من خلال التواصل مع الإدارة الذاتية ومع الصحفيين لتسهيل العمل ضمن المنطقة، ولزيادة نسبة الوعي، ومتابعة المخاطر التي قد تحدق بالمنطقة، إلا أنه إلى الآن لم تتمكن وسائل الإعلام من التطرق إلى المخاطر الكبيرة التي قد تواجه المنطقة أمام المنظمات الطبية الدولية والرأي العام العالمي.
′على الوسائل الإعلامية تحمل مسؤولياتها حيال توعية الشعب′
كما دعا سيدو كافة الوسائل الإعلامية إلى تحمّل مسؤولياتها حيال التوعية، وإظهار المخاطر الكبيرة التي قد تتعرض لها المنطقة للرأي العام، وسط تقاعس المنظمات الصحية حيال شمال وشرق سوريا.
كما دعا الإدارة الذاتية إلى توضيح قراراتها لوسائل الإعلام، وتحديد ناطق رسمي باسم المؤسسات لسهولة التواصل الإعلامي، وشرح الموضوعات التي لا تزال غير مفهومة منها “الكيت”, الذي تم الإعلان عنه كجهاز وفاحص سريع يكشف مصابي فيروس كورنا.
(إ)
#ANHA